فتح طريق الضالع خطوة إنسانية تعيد الأمل للمواطنين
العرش نيوز/ خاص 30 مايو 2025

شهدت محافظة الضالع يوم الخميس 29 مايو 2025، إعادة فتح طريق دمت – مريس الحيوي رسميًا بعد انقطاع دام عشر سنوات، في خطوة لاقت ترحيبًا شعبيًا واسعًا وسط أجواء من الفرح والأمل بعودة الحياة الطبيعية.
الطريق الذي يربط العاصمة صنعاء بمدينة عدن، شهد صباح الخميس تدشينًا رسميًا لإعادة فتحه من قبل قيادة محافظة الضالع في حكومة مجلس القيادة الرئاسي بمشاركة وفد رسمي وحشود من المواطنين.
رغم استمرار وجود بعض العوائق الفنية على طول الطريق، أبرزها الجسور المدمرة والعبّارات المفخخة إلا أن هذه الخطوة اعتُبرت بارقة أمل في تخفيف معاناة المواطنين.
بالتوازي نفذت جماعة الحوثي من جهتها أعمال تمهيد شملت تسوية الخط ورفع الحواجز، وذلك بعد أسبوع من إعلان السلطة المحلية في الضالع نيتها فتح الطريق لدواعٍ إنسانية.
الاستجابة المتبادلة بين الطرفين، وإن جاءت بعد نحو نصف شهر من التصريحات والتجاذبات، أثمرت اتفاقًا فعليًا أعاد شريانًا تجاريًا وإنسانيًا بالغ الأهمية للحياة، وربط شمال البلاد بجنوبها من جديد.
سيتنفس السكان الصعداء الآن بعد أن ظلوا لنحو خمس سنوات يسلكون طرقًا صخرية صعبة نتيجة إغلاق الطريق الرسمي الضالع – عدن، الذي يربط مناطق جنوب اليمن بالشمال، بما في ذلك العاصمة صنعاء، إب، والضالع.
فرحة فتح الطريق عمّت الجميع. محمد المريسي، تاجر إلكترونيات في قعطبة، عبّر عن سعادته بإمكانية نقل البضائع بسهولة من صنعاء. كذلك صامد محمد، بائع خضروات في سناح بالضالع، قال إن إعادة فتح الطريق ستوفر الوقت والتكاليف مقارنةً بطريق تعز أو يافع البديلة، حيث كانت الخضروات تصل وقد بدأت بالفساد؛ بسبب طول مدة النقل وارتفاع درجات الحرارة.
وتُعد طريق الضالع صنعاء شريانًا تجاريًا رئيسيًا يربط شمال البلاد بجنوبها وقد شكّل انقطاعها خسارةً فادحةً للمواطنين والتجار والسكان المحليين، الذين تضاعفت معاناتهم على مدى السنوات الماضية. كما ساهم الإغلاق في تعميق الشرخ داخل النسيج الاجتماعي، وقسّم محافظة الضالع فعليًا إلى شطرين مما ألقى بظلاله على الحياة اليومية والتنقل والتجارة
تكبّد الناس الكثير من المعاناة بعد انقطاع الطريق، إذ جعل المجتمع المحلي معزولًا تمامًا عن الاتصال والتواصل طوال الأعوام السابقة باستثناء طرقٍ وعرةٍ لا تُسلك إلا عبر سيارات الدفع الرباعي، تليها مسافات طويلة تُقطع مشيًا على الأقدام وسط الوديان والتضاريس القاسية.
ومع إعلان فتح الطريق رسميًا، تدافع المواطنون بخطوات حماسية رغم استمرار بقاء بعض الجسور مدمرة والعبّارات مفخخة في نقاط التماس.
جهود شعبية
طوال الأسبوعين الماضيين، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملةً مكثفةً للمطالبة بفتح الطريق. برز خلالها ناشطون أبرزهم عمر الضيعة، الذي واكب تفاصيل التنسيق لحظةً بلحظة وكان ضمن وفد لجنة الرايات البيضاء الذي تقدم إلى مناطق الحوثيين معلنًا فتح الطريق رسميًا.
وينشط الضيعة في فتح الطرقات على مستوى البلاد. وقد واصل الضيعة نشر تفاصيل مستمرة عن تطورات الطريق على صفحته في “فيسبوك”؛ ما شكّل عامل ضغط شعبي كبير ساهم في تعجيل فتحها.
ومع وصول الطرفين إلى اتفاقٍ نهائي، تقدم الضيعة برفقة عددٍ من أعضاء لجنة الراية البيضاء من جهة مريس باتجاه مناطق الحوثيين وهم يرفعون الرايات البيضاء، ليُعلَن رسميًا عن فتح الطريق. وتُجرى حاليًا أعمال صيانةٍ ميدانيةٍ للطريق في المنطقة التي كانت مسرحًا للصراع، بينما بدأ المواطنون من الجانبين في عبور الطريق مشيًا على الأقدام وسط أجواء غامرة بالفرح.
هذا العام شهد تحركًا ميدانيًا أكثر تنسيقًا. إذ أعلن محافظ الضالع التابع لحكومة عدن رسميًا فتح الطريق من الجهة الجنوبية، وقاد وفدًا ميدانيًا اليوم إلى المنطقة المتاخمة لخطوط التماس، بالتزامن مع نزول محافظ الضالع التابع لحكومة صنعاء قبل يومين إلى نفس المنطقة وإعلانه فتح الطريق من جهتهم.
وبهذا باتت الطريق فعليًا مفتوحةً من الطرفين، باستثناء بعض العوائق البسيطة التي لا تزال قائمةً في منطقة التماس، والتي يُجرى العمل حاليًا على إزالتها.
تحذيرات أمنية
رغم الأجواء الإيجابية حذرت لجنة الرايات البيضاء المواطنين من التهور أو محاولة عبور الطريق حتى يتم الانتهاء من الأعمال بشكل كامل، خاصةً في ظل وجود بعض الألغام والعبوات الناسفة التي لم تُزال بعد.
وفي هذا السياق، قال رئيس لجنة الرايات البيضاء، عمر الضيعة، إن نزع الألغام والعبوات الناسفة من طرف جماعة الحوثي المصنفة إرهابية على طريق الضالع لم ينتهِ بعد، محذرًا من العبور والتهور.
ومع ذلك يُعد فتح طريق الضالع – مريس خطوة مهمة نحو تخفيف معاناة المواطنين وتعزيز التواصل بين مختلف مناطق اليمن في انتظار استكمال أعمال الصيانة والتأمين لضمان سلامة العابرين.