بقلم الدكتور/يحيى الأحمدي
حينما تكتب عن الآخرين كن حصيفا في طرحك، وحينما تمنح الوطنية والنضال وأنت في لحظة زهو نسألك الرفق بأصحاب المتارس و رجال خطوط النار. وعليك أن تتعلم فنون الخطاب، وفهلوات السياسة، لا أن تبقى طائشا نزغا كما قدمتَ من القرية.
لا تتشنج في طرحك مع خصومك، فضلا عن شركائك في المشروع والمشوار، ولا تستفز حروفنا فإننا لسنا في فراغ حتى نملأه بملاحقة الأشبال، وهواة الجدل، ومجامبع الأقلام المتجولة..
النضال يا صديقي قيمة سامية، لا يمكن الحكم عليه بمجرد تعليق عابر، وهو فعل ملموس يفهمه من يستنشق غبار المعركة، والنضال في هذه المرحلة جبهاته معروفة، وليس تركة خاصة بك تمنحها من تشاء وتمنعها عمن تشاء.
يا عزيزي، أنت تتحدث عن النضال ونحن نعيشه، أنت تقتات من غباره، ونحن ننحته من الصخر، أنت تلوكه كلمات ونحن نسقيه من دمائنا، فلا تجعل من نفسك ملك النضال، وواهب الأوسمة والنياشين، فالمرحلة لم تنته بعد، ولا يزال الفرز قائما..
كن على الأقل مثل أصحابك الذين حين غادروا التزموا الصمت، وعش حياتك بما في يديك من اللعاع، وتمتع بما جاد لك الوضع، وحينما تقف على رأي غيرك خذه في مجمله، ولا تجعل منه مادة للهمز واللمز، كمن يقف الوقف القبيح حين يقرأ: ويل للمصلين..
وإذا كنت يا عزيزي العفط، ترى أنه لا بد من فتح جبهة جديدة مع دعاة الانفصال فتفضل عبر منفذ الوديعة وخذ راحتك بطريقتك، أما نحن فلا نزال ننزع ألغام 94 ونصارع آثارها، أما اليوم فمعركتنا مع الحوثي أساس كل مصيبة وانتكاسة.
يا عزيزي المنتفش بفعل المرحلة، إذا لم تعلمك الأيام فن التخاطب، وأبجديات الرأي فلا تفجعنا في سطحيتك التي ترى المشروع الحوثي وما ارتكبه بحق اليمن مساويا لأوراق الضغط التي يلعبها فريق من اليمنيين لتحقيق مجموعة من المطالب، فأنت بهذه النظرة تقضي على أي طموح في نضج النخب الصاعدة، وتجعلنا أمام نكبة أخرى لا تقل عن نكباتنا المتكررة..